مصعد مزدحم في بناية خالية - نبيل عبد الكريم

مصعد مزدحم في بناية خالية
كأنك تقرأ كتاباً عن المرح، صور وأصوات خشنة وأخرى ناعمة تنبعث من كل سطر. لا وجود طارئاً لأحد أو لشيء داخل القصة. لا وجود حتى للمؤلف نفسه إذا لم تنبعث أنفاسه من بين المفردات، كما هي الحال أي شخصية أخرى. المؤلف - وهذه الكلمة أحبها - ليس أكثر من سارد ناقل للحدث.القصة تبدو كما لو أنها حدثت وحسب. وكتابة قصة بهذه الحنكة تحتاج إلى خبرة ودراية وقدرة غير محدودة على الاختفاء.
أتحدث عن مجموعة نبيل القصصية الجديدة، عن شخصياته الفريدة، عن قدرته على رصد المفارقة وإعادة إنتاجها، وتبهرني قدرته على الاستغناء عنكل ما يصب في مصلحة المؤلف إذا كان على حساب القصة نفسها . هذا أمر يدركه أصحاب الصنعة جيداً. كيف تكتب قصة لا أثر لك فيها؟ لا عبارة واحدة تغري القارئ بأن يفصلها عن سياقها , مستلخصاً معناها كما تستخلص الحكمة من التجربة هناك فقط هذه الشخصيات الحرة، الطليقة المنتزعة من الطريق أو المنزل أو أي مكان آخر.

شارك
    تعليقات بلوجر
    تعليقات الفيسبوك

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire