الرئيسية /
غير مصنف /
آسيا - محمد الصالحي
آسيا - محمد الصالحي
دخلت أحد البيوت كي لا أرى ماذا يحدث في الخارج، ظننت أن البيت فارغ وأنهم قد قتلوا جميع من فيه. لكني رأيت المشهد الأكثر هولاً والذي لا يغادر كوابيسي لغاية هذه اللحظة التي أتكلم فيها معك. كانت أمراة ثلاثينية، الرصاصة مستقرة في رأسها وشعرها المنفول تبلله الدماء المتخثرة، وكان ابنها الرضيع لم يزل حياً. ربما قد خبأته قبل أن يدخل الجنود البيت... رأيته وهو يخرج ثدي أمه الميته ليرضع. كان يعلم أن هناك أمراً غريباً بثديها، أنه ليس على عادته، أن شيئاً ما ليس على ما يرام. شعرت بذلك. كان يخرج الثدي البارد يتحسسه كأنه لا يعرفه. حاول أن يمصه وكان ينز حليباً أحمراً لم يعجبه مذاقه. لكنه نام عليه وأخذ يعصره بيديه وأصابعه الناعمة الصغيرة ويمصه باضطراب. ذلك الطفل لا يمكن لي أن أزيحه عن رأسي فأرتاح منه قليلاً كلما رأيت الطعام أتذكر حليب ذلك الطفل، حليبه الأحمر.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire